يجد الكثير من الآباء والأمهات أن وجبات الطعام تصبح أصعب عندما يبدأ طفلهم بكسب استقلاليته، أي أنه يبدأ باختيار ورفض الطعام بطريقة محبطة للأهل. ولأني أم لأطفال كانوا بمثل هذا العمر(من عمر سنتين إلى ثلاثة) فإني أعلم أن هذا التصرف من الطفل أثناء الأكل مرحلة طبيعية من مراحل نمو طفلك، سنأمل أن تتحسن مع مرور الوقت!
عزيزتي الأم:
حاولي ألا تقلقي حيال تناول طفلك الطعام. إذا تمكنت من البقاء هادئة وإيجابية، فسيكون أفضل بالنسبة لك ولطفلك.
تذكري أن معدة طفلك ما زالت صغيرة، لذا لن يستطيع تناول كمية كبيرة من الطعام دفعة واحدة. ما لم يرغب في المزيد من الطعام، لا تحاولي إرغامه. حاولي ألا تقلقي كثيراً حيال ما يأكله طفلك في الوجبة الواحدة، أو اليوم الواحد. بدل ذلك، فكري في النوع لا في الكمية.
ما هي أفضل الطرق لمواجهة مشكلة طفلي المتأفف من الأكل؟
يمر معظم الأطفال في مرحلة حيث يتناولون أنواعاً وخيارات محدودة من الأطعمة. تسمى هذه المرحلة "نيوفوبيا" – أي الخوف من تجريب الأطعمة الجديدة. يمرّ الكثير من الأطفال بهذا الأمر في حوالي عمر السنتين الى ثلاثة.
اطمئني، هذه ليست إلا مرحلة وستمرّ. سيميل طفلك لتناول الأطعمة التي يعرفها.
امرحي مع طفلك ليفهم أن تناول الطعام يستدعي المتعة أيضاً. سيتعلم ذلك من خلال مشاهدتك ومشاهدة الآخرين أثناء تناول تلك الأطعمة.
ساعدي طفلك ليكون سعيدا ويلعب العابا حركية تكون بالنسبة له رياضة تساهم في تحسين شهيته للوجبات.
جربي هذه النصائح لجعل أوقات الطعام تمر بسلاسة:
اجعلي الوجبات تضم كل الأسرة عندما يكون ذلك ممكناً.
في أوقات الوجبات المشتركة، تناولي نفس الأطعمة التي يتناولها طفلك. يتعلم الأطفال تناول المأكولات غير المألوفة لديهم عبر مشاهدة وتقليد آبائهم أو الأطفال الآخرين الذين يتناولونها. ومن المبكر ان تضيفي أي ملح أو سكر لحصة طفلك فهو غير مرغوب في هذا العمر.
أبدي تعليقات إيجابية.
إن الأهل هم قدوة هامة، ولو تكلّمت بشكل إيجابي عن الطعام ستزيد رغبة طفلك في تجريبه. يمكنك دائماً إخفاء الأمر إذا كنت لا تحبين تناول البروكلي أو القرنبيط! دعي طفلك يعرف كم تشعرين بالسعادة عندما يأكل جيداً. سيفرح ويستجيب بشكل إيجابي للمديح وربما يشجعه ذلك على الاستمرار في تناول الطعام.
إذا كنت تولين طفلك اهتماماً فقط عندما لا يأكل طعامه، فقد يجعله ذلك يرفض الطعام من أجل الحصول على ردة فعل. وإذا لم ينهِ طفلك أكله خلال نصف ساعة تقريباً، أبعدي عنه الطعام المتبقي من دون إبداء ملاحظات وتقبلي أنه قد حصل على كفايته. فمن غير المحتمل أن يكمل أكله فجأة! وعاودي المحاولة بعد فترة.
اجعلي تناول الطعام يتمّ في أجواء هادئة وباعثة على الاسترخاء.
احرصي على أن يأكل طفلك مع أطفال آخرين كلما أمكن ذلك. ادعي أحد أصدقاء اللعب لتناول الشاي. ربما يأكل طفلك بشكل أفضل عندما يكون مع أطفال من نفس مرحلته العمرية. تناولوا الطعام بعيداً عن أية مؤثرات خارجية، مثل التلفزيون أو الألعاب. يصعب على الأطفال التركيز على أكثر من شيء واحد في الوقت نفسه، لذا لا يسهل عليهم الانتباه للطعام مع وجود مصادر أخرى للإلهاء. و يسمح تقديم الأطعمة الإصبعية لطفلك بلمس طعامه واللعب به إذا رغب في ذلك. حتى لو كان يسبب الفوضى، فهو مازال يتعلم عن قوام وملمس الأطعمة المختلفة. يستمتع الأطفال بشعور الاستقلالية عبر تناول الأطعمة بأنفسهم. فهو بالنسبة لهم مسؤولية أشخاص بالغين!
ثبتي روتيناً يومياً للوجبات.
اعملي على وضع روتين يومي للتغذية يتناسب مع نمط نوم طفلك خلال النهار. ويجب أن يتكون من ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين إلى ثلاث وجبات خفيفة مغذية موّزعة على مدار اليوم. يحبّ الأطفال الروتين ويرغبون دائماً في توّقع ما يأتي. إذا كان طفلك جائعاً أكثر من اللازم، فلن يأكل جيداً. كما أن الطفل الذي يشعر بالتعب لا يكون في حالة مزاجية تسمح له بالأكل.
لا تتوقعي أن يأكل طفلك وجبة دسمة قبل خلوده إلى النوم. قدمي له وجبة خفيفة صغيرة أو مشروباً ثم ضعي الوجبة المناسبة في وقت لاحق بعد نهوضه من النوم. أطلبي من جميع أفراد الأسرة وأي شخص آخر يُطعم طفلك، مثل موظفي الحضانة أو جليسة الأطفال، الالتزام بنفس منهجك والروتين الذي وضعته.
أبقى طفلك مهتماً.
يملّ الأطفال عادة من تناول الكثير من الطعام الواحد ويكونون على استعداد لتجريب شيء آخر جديد. كما يوفر تقديم طبقين لطفلك فرصتين مختلفتين للحصول على السعرات الحرارية اللازمة والمغذيات الضرورية.
لمزيد من التنويع، يمكنك الخروج في نزهة عندما يكون الطقس لطيفاً. سيكون ذلك ممتعاً لكما وأقل فوضى تحتاجين إلى إزالتها في نهاية الأمر! إذا كنت تصحبين طفلك إلى مقهى أو مطعم، فخذي معك وجبات خفيفة مغذية تعرفين أنه يحبها، في حال لم يرغب في أكل أي شيء يُقدم له.
أرغب بشدة في أن يأكل طفلي، لكن هل هناك ما لا يجب أن أفعله؟
من السهل الوقوع في المشاكل التي قد تزيد التوتر أثناء وجبات الطعام. إليك بعض النصائح لمساعدتك على إبقاء أوقات الطعام إيجابية وخالية من التوتر: لا تضغطي على طفلك كي يأكل المزيد إذا أوضح أنه أخذ كفايته. فلا تبدئي بإطعامه بالملعقة أو وضع الطعام في فمه بالقوة. ما قد يجعله قلقاً وخائفاً من الطعام.
لا تبعدي عنه وجبة قام برفضها وتقدمي وجبة بديلة مختلفة تماماً. سرعان ما سيستغل الطفل هذا الخيار إذا كنت تعطينه الأطعمة المفضلة لديه في كل مرة يرفض فيها شيئاً جديداً!
لا يجب تقديم طبق الحلوى كمكافأة على تناول الطبق الأول. بالطبع إن القول أسهل من الفعل! ولكن من خلال قيامك بذلك، سيعتبر طفلك الطبق الحلو أفضل من الطبق المالح. ما قد يجعل طفلك أقل قابلية للتمتع بالأطعمة الصحية عندما يكبر.
لا تنسي المشروبات. يحتاج طفلك ما بين 350 و500 مل من الحليب أي اللبن يومياً. لكن حاولي تجنب إعطاء طفلك الكثير من الحليب خلال الساعة التي تسبق وجبة الطعام لأن ذلك سيُشعره بالشبع.
إذا كان طفلك يشعر بالعطش، فأعطيه الماء بدل المشروبات الأخرى. قدمي لطفلك عصائر الفواكه مع وجبات الطعام فقط، وخففيها بالماء.
لا تقدمي الوجبات الخفيفة قبل الوجبات الرئيسية أو بعدها مباشرة.
لا تعتبري أن طفلك لن يأكل طعاماً معيناً رفضه في السابق لأن القدرة على تذوق الطعام تتغير مع الوقت. ربما يحتاج بعض الأطفال إلى تقديم الطعام الجديد لهم أكثر من 10 إلى 15 مره في اوقات متباعدة قبل أن يشعروا بثقة كافية تسمح لهم بتجريبه.
لا تشعري بتأنيب الضمير إذا تحولت وجبة ما إلى كارثة.
لا تقسي بشدة على نفسك أو على طفلك. ضعي ما حدث وراءك واسعي إلى اعتماد سلوك إيجابي في الوجبة التالية. لا يزال كلاكما في مرحلة تعلّم. يتعلم طفلك تجريب أنواع جديدة مختلفة النكهات والقوام، وتكتشفين أنت كيفية التعامل مع أوقات الوجبات الصعبة. امنحيه الوقت والصبر. وسيكبر طفلك ويتجاوز هذه المرحلة من الصعوبة في الأكل.
لا تكرري الأطعمة التي تسبب له حساسية. فقد لاحظت على أبنائي ظهور حساسية من بعض الأطعمة. فمثلا ظهرت عند ابنتي بهذا العمر حبوب على الجلد حول الفم نتيجة التحسس من الدراق والكيوي فأبعدتها عنها وظهر عند ابني الصغير من العسل حساسية على شكل احمرار وحرارة في الأذنينز لكن عندما أصبحا بعمر خمس سنوات صارا يأكلا تلك الأطعمة وبدون أي تحسس.
ماذا أفعل إذا بقيت أشعر بالقلق؟
إذا بقيت الشكوك تساورك، فاكتبي قائمة بجميع الأطعمة والمشروبات التي يتناولها طفلك على مدار أسبوع ثم راجعيها. تأكدي من أنه يأكل شيئاً من كل المجموعات الغذائية الأربع الرئيسية؛ الأطعمة النشوية، والبروتينات، ومنتجات الألبان، والفواكه والخضروات.
إذا شمل نظام طفلك الغذائي أطعمة من جميع مجموعات الأطعمة الضرورية وكان يحتوي على بعض التنويعات داخل كل مجموعة، حينها يمكنك الاطمئنان أن المشكلة ليست بالسوء الذي تظنين.
تحدثي مع طبيبتك إذا كنت بحاجة إلى المشورة أو الدعم. ربما تتحقق من وزن طفلك وطوله، وفي الغالب ستؤكد لك عدم وجود مشكلة. إذا كانت هناك أية مشاكل، فستعطيك النصائح والمشورة لمساعدتك على إعادة طفلك إلى المسار الصحيح.
بتصرف
شاركي في استفتائنا
هل طفلك صعب الإرضاء في الطعام؟ ادخلي تعليقك الآن!
No comments:
Post a Comment